الأرز واحد من الحبوب الأكثر إنتشارا في العالم، من الشرق إلى الغرب، بحيث تجده في أقصى شرق آسيا، وأقصى جنوب القارة الأمريكية، حبوب الأرز تلعب دورا حيويا في الحمية الغذائية للشعوب حول العالم، ويحتل مكانة كبيرة في ثقافة الطبخ العالمية، ونجده في الكثير من الأطباق و الوصفات، قد تتشابه أو تختلف حسب العدات و التقاليد و التضاريس و المناخ وحتى الظروف الإقتصادية.

منشأ حبوب الأرز

إنتشار هذا المحصول الزراعي من الحبوب في العالم، لم يأتي من الصدفة، فالأرز له تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، في هذا المقال سنتعرف معا على تاريخ و المناطق الرئيسية لزراعته.

التاريخ والثقافة

حبوب الأرز في الحظارات القديمة

لا يمكن أن نجزم على وجه التحديد تاريخ ظهور الأرز، لكن الحفريات و المختصين يشيرون إلى تاريخ يعود إلى  حوالي 7000 إلى 10.000 سنة،

المناطق الرئيسية المنتجة

تعتبر حبوب الأرز  واحدة من أهم المحاصيل الزراعية في العالم، حيث يصل الإنتاج العالمي لحوالي 700 مليون طن سنويا حسب إحصائيات سنة 2022، وقد نشأ في آسيا قبل آلاف السنين، من المعروف أن الأرز نشأ في منطقة نهرين “يانغتسي والهوانغ هي”، حيث تم زراعته أول مرة.  الأرز إلى أماكن أخرى في آسيا ومن ثم انتشرت حول العالم بسبب الأهمية الكبيرة لهذه الثقافة في التغذية والاقتصاد.

أنواع مختلفة من حبوب الأرز

يتم زراعة أزيد من 10.000 نوع من الأرز حول العالم، وتختلف جذريا حسب كل منطقة، وخصائصها الطبيعية، لكن يوجد بعض الأنواع التي تستخدم بشكل أكثر شيوعا من بقية الأنواع يمكن أن نختصرها بشكل سريع.

الأرز المستدير

يتميز هذا الأرز بلونه الأبيض الناصع وشكله المستدير، يمكن أن نجد هذا النوع في بعض دول آسيا، مثل الصين كوريا و اليابان، تُعرف باسم “جابونيكا” أو “أرز السوشي“، كما ينتشر في الشرق الأوسط و بعض مناطق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط و بعض أجزاء من أوروبا والأمريكتين.

أرز متوسط

يتميز هذا النوع بحبوبه التي تتراوح ما بين القصير و المتوسط، و قدرة ممتازة على إمتصاص السوائل، وهذا يعني قدرة على إمتصاص النكهات، مما يمنحه طعم لذيذ وقوام طري، كما أن الأرز المتوسط لديه نكهة خاصة وعطرية مميزة، وغالبا ما يكون أكثر لزوجة.

أرز طويل

لهذا الأرز خصائص خمس أساسية، وهي حبوب طويلة ورفيعة مقارنة بأنواع الأرز الأخرى مثل الأرز المتوسط والمستدير، قوام لطيف وغير لزج بعد الطهي، مما يجعله مناسبًا للاستخدام في مجموعة واسعة من الأطباق، لا تتلاصق حبوبه مع بعضها البعض، مما يعطي نكهة طيبة ونظرة مميزة للأطباق، يستخدم الأرز الطويل في العديد من الثقافات في الأطباق المتنوعة مثل الباييا الإسبانية والبرياني الهندي والوصفات الآسيوية المتنوعة وغيرها، عادةً ما تكون للأرز الطويل نكهة خفيفة مقارنة ببعض أصناف الأرز الأخرى

أرز كامل

لا ينتهي الحديث عن الأرز الكامل، فهو الملك في المائدة، له خصائص تميزه بشكل متفرد، وبعض الخصائص الأخرى المشتركة مع باقي الأنواع، الأرز الكامل يعتبر نوعًا من الأرز الذي يحتفظ بطبقته الخارجية (النخالة). يحتوي على نسبة أعلى من العناصر الغذائية والألياف مقارنة بالأرز الأبيض المكرر،  يُعتبر الأرز الكامل خيارًا صحيًا نظرًا لمحتواه الغني بالفيتامينات والمعادن.

تحويل حبوب الأرز

تكرير و تقشير حبوب الأرز

عملية تكرير حبوب الأرز هي العملية التي تزيل الأجزاء الخارجية غير المرغوب فيها من الحبوب مثل النخالة والطبقة الخارجية، مما ينتج عنه الأرز الأبيض الذي نتعود على رؤيته في المتاجر. هناك عدة خطوات تتبع في عملية تكرير حبوب الأرز:

من الحقل إلى المصنع

يحتاج الأرز لرعاية خاصة بداية من الزراعة وصولا إلى الحصاد.

  • اختيار الموقع المناسب: تتطلب زراعة الأرز تربة رطبة ومناسبة ويفضل أن تكون قريبة من مناطق المياه الجارية.
  • إعداد الأرض: يحتاج الأرز إلى نشاء حقول خاصة، وتسويتها لتكون مناسبة للغرس.
  • تحضير البذور: تنقع البذور في الماء وذلك لتسريع نموها وتحضيرها للغرس.
  • زراعة البذور: تُزرع البذور في الحقول وتُروى.
  • الري: يحتاج إلى كميات كبيرة من الماء لنموه الجيد.
  • العناية والرعاية: تتضمن العناية بالمحصول مراقبة الحشائش والآفات وإدارة نمو النباتات.
  • الحصاد: عندما ينضج الأرز تحين فترة الحصاد، حيث تستعمل آلات خاصة بحصاد الأرز.

عملية الطحن

  • التنظيف: تخضع حبوب الأرز لعملية تنظيف لإزالة الشوائب والأجسام الغريبة.
  • التصنيف:  يتم فلترة و تصنيف الحبوب حسب الحجم و الشكل.
  • إزالة النخالة: يشبه الأرز القمح في ما يتعلق بإزالة القشرة الخارجية، وعند إزالتها نكون قد حصلنا على الأرز البني الكامل.
  • الطحن والتلميع: يتم طحن الحبوب لإزالة الطبقة الخارجية بشكل كامل والحصول على الأرز الأبيض في شكله الناهئي الشائع.
  • الفرز والتعبئة: يتم فرز الأرز حسب الجودة والحجم ومن ثم تعبئته في العبوات المناسبة للتوزيع والبيع.

حبة الأرز في الطبخ

يحتل الأرز مكانة خاصة في مطابخ العالم وذلك لما يتمتع به من قيمة غذائية واستخدامات متعددة، بالإضافة لكونه مصدرًا هامًا للطاقة، يُستخدم الأرز في الأطباق الرئيسية والجانبية والحلويات، كل هذه العانصر تجعه جذابا ويرفع الإقبال العالمي عليه.

الوصفات التقليدية

أطباق تقليدية للأرز

يستخدم الأرز في الكثير من الوصفات حول العالم، في المغرب يستخدم في السلطات، مثل سلطة الحديقة، أو في الأطباق الرئيسية مثل الدجاج المشوي في الفرن مع الأرز، وكما يستخدم في أطباق السمك المشوي، كريات السردين، وحول العالم هناك العديد من الوصفات التقليدية.

  • السوشي الياباني:  يتم تحضيره بالأرز المخلوط بخل الأرز والسكر والتوابل، عادم ما يضم قطع السمك، أو بعض الخضار.
  • الباييا الإسبانية: تعد من أشهر الأطباق الإسبانية والتي يعد الأرز هو المكون الأساسي فيها
  • البرياني الهندي: وصفة هندية تتضمن الأرز مع اللحم أو الدجاج والتوابل مثل الكمون والهيل والزعفران.
  • الدولمة اللبنانية: وهي عبارة عن أوراق العنب المحشوة بخليط من الأرز واللحم أو الخضروات.
  • السوبا ياكي الكورية: طبق كوري معروف يستخدم الأرز المطهو بشكل مقرمش مع الخضار واللحم أو البيض.
  • الريزوتو الإيطالي: وصفة إيطالية تشمل الأرز المطبوخ مع الحساء والجبن والزبدة.

 

كيفية طهي الأرز بشكل مثالي

يختلف طهي الأرز حسب النوع و الطبق و الصفة وحتى العناصر التي سنعمل على إضافتها، يجب دائما مراجعة التعليمات الموجودة على العبوة لمعرفة الوقت المناسب لطهي الأرز. لكن وبشكل عام تتراوح المدة ما بين 15 و 20 دقيقة

  • الأرز المناسب: قبل كل وصفة يجب أن نكون على علم بنوع الأرز المناسب.
  • غسل الأرز: بعض الأطباق تحتاج إلى غسل الأرز مثل السوشي، لكن البعض الآخر لا يحتاج للغسل مثل الريزوتو.
  • نقع الأرز (اختياري): في بعض الحالات، قد تختار نقع الأرز لمدة 15-30 دقيقة قبل الطهي. هذا يمكن أن يساعد في الحصول على حبوب أكثر نعومة.
  • الماء والأرز: كمية السائل لطبخ الأرز يجب أن تكون ضعفي كمية الأرز.
  • الغليان: قم بوضع القدر على نار متوسطة إلى عالية حتى يغلي الماء. بمجرد الوصول إلى درجة الغليان، قلل الحرارة واغط القدر.
  • الطهي: دع الأرز يطهى لمدة 15-20 دقيقة تحت الغطاء. دون رفع الغطاء، يفضل إستخدام غطاء شفاف لمراقبة الساوائل.
  • تركه يرتاح:  نترك الأرز ليستريح لمدة 5-10 دقائق قبل تقديمه.

الأرز والمعكرونة: مزيج لذيذ

سلطة مغربية

قد تبدو فكرة دمج الأرز مع المعكرونة غريبة نوعا ما لكن يمكن حقا يكون مزيجا لذيذا للغاية، سنقترح عليكم بعض الأفكار لوصفات، تحتوي على هذين المكونين.

وصفات مزج الأرز والمعكرونة

  • سلطة الأرز والمعكرونة: يمكن دمج الأرز و المعكرونة في سلطة الحديقة مع الخضروات المفضلة والصلصات، مثل الماينيز أو صلصة الصويا، لتحضير سلطة مغذية ومليئة بالنكهات.
  • حساء الأرز والمعكرونة: يُمكن دمج الأرز والمعكرونة في وصفة حساء. قد تستخدم الأرز والمعكرونة معًا في حساء الدجاج أو حساء اللحم مع الخضروات والتوابل.
  • حساء المينستروني: وهو حساء إيطالي يجمع بين المعكرونة والأرز مع الخضروات والصلصات. يُمكن إضافة الطماطم والفاصوليا والمكونات الأخرى لإعداد هذا الحساء.

يمكنكم إعداد سلطة التونة و الأرز الطازجة  و تكييفها بإضافة المعكرونة.

نصائح لتحقيق توازن مثالي

  • تنويع النكهات: استخدم توابل وأعشاب مختلفة لإضافة نكهات متنوعة
  • إضافة الخضروات: دمج الخضروات شيء محبب وذلك لتنويع مصادر الطاقة، الألياف.
  • الاهتمام بالنسبة السوائل : للحصول على أرز مثالي وقوام رائع من يجب مراقبة نسبة السوائل.
  • التجربة و إعادة التجربة : قم بتجربة وصفات مختلفة وتكيف الكميات والتوابل والمكونات وفقًا للذوق الشخصي للحصول على أفضل نتيجة.
  • استخدام المكونات الطازجة: استخدم مكونات طازجة عالية الجودة لتعزيز النكهة و تحسين الجودة الغذائية لوصفتك.
  • مراعاة التوازن الغذائي: ضمان توازن بين النشويات والبروتينات والدهون في وجبتك من خلال إضافة مكونات مثل اللحوم، البقوليات و الخضروات والتوابل.

الخلاصة

منذ أكثر من 10.000 سنة و الأرز على موائدنا يساعدنا في الإستمرار خلال النهار، بفوائد و قدراته الكبير في تزويدنا بالطاقة، إنطلق من أقصى الشرق في بلاد الصين، ليصل إلى قصى الغرب في جنوب القارة الأمريكية، بإنتاج عالمي يتجاوز 700 مليون طن، تساعد هذه الحبوب في توفير السعرات الحرارية اللازمة لتغذية ملايير البشر حول العالم.